nemo_love009
المدير العام
عدد الرسائل : 227 الموقع : www.3shabab.tk العمل/الترفيه : internet , sport تاريخ التسجيل : 17/10/2007
| موضوع: بدء الوحى-بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إل الجمعة ديسمبر 14, 2007 9:36 am | |
| فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( قال حدثنا أبو اليمان ) في رواية الأصيلي وكريمة : حدثنا الحكم بن نافع , وهو هو , أخبرنا شعيب : هو ابن أبي حمزة دينار الحمصي , وهو من أثبات أصحاب الزهري .
قوله : ( أن أبا سفيان ) هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف .
قوله : ( هرقل ) هو ملك الروم , وهرقل : اسمه , وهو بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف , ولقبه قيصر , كما يلقب ملك الفرس : كسرى ونحوه .
قوله : ( في ركب ) جمع راكب كصحب وصاحب , وهم أولو الإبل , العشرة فما فوقها . والمعنى : أرسل إلى أبي سفيان حال كونه في جملة الركب , وذاك لأنه كان كبيرهم فلهذا خصه , وكان عدد الركب ثلاثين رجلا , رواه الحاكم في الإكليل . ولابن السكن : نحو من عشرين , وسمى منهم المغيرة بن شعبة في مصنف ابن أبي شيبة بسند مرسل , وفيه نظر ; لأنه كان إذ ذاك مسلما . ويحتمل أن يكون رجع حينئذ إلى قيصر ثم قدم المدينة مسلما . وقد وقع ذكره أيضا في أثر آخر في كتاب السير لأبي إسحاق الفزاري , وكتاب الأموال لأبي عبيد من طريق سعيد بن المسيب قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر . الحديث وفيه : فلما قرأ قيصر الكتاب قال : هذا كتاب لم أسمع بمثله . ودعا أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وكانا تاجرين هناك , فسأل عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : ( وكانوا تجارا ) بضم التاء وتشديد الجيم , أو كسرها والتخفيف جمع تاجر . قوله : ( في المدة ) يعني مدة الصلح بالحديبية , وسيأتي شرحها في المغازي , وكانت في سنة ست , وكانت مدتها عشر سنين كما في السيرة , وأخرجه أبو داود من حديث ابن عمر , ولأبي نعيم في مسند عبد الله بن دينار : كانت أربع سنين , وكذا أخرجه الحاكم في البيوع من المستدرك , والأول أشهر . لكنهم نقضوا , فغزاهم سنة ثمان وفتح مكة . وكفار قريش بالنصب مفعول معه . قوله ( فأتوه ) تقديره : أرسل إليهم في طلب إتيان الركب فجاء الرسول يطلب إتيانهم فأتوه , كقوله تعالى ( فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت ) أي : فضرب فانفجرت . ووقع عند المؤلف في الجهاد أن الرسول وجدهم ببعض الشام , وفي رواية لأبي نعيم في الدلائل تعيين الموضع وهو غزة . قال : وكانت وجه متجرهم . وكذا رواه ابن إسحاق في المغازي عن الزهري , وزاد في أوله عن أبي سفيان قال : كنا قوما تجارا , وكانت الحرب قد حصبتنا , فلما كانت الهدنة خرجت تاجرا إلى الشام مع رهط من قريش , فوالله ما علمت بمكة امرأة ولا رجلا إلا وقد حملني بضاعة . فذكره . وفيه : فقال هرقل لصاحب شرطته : قلب الشام ظهرا لبطن حتى تأتي برجل من قوم هذا أسأله عن شأنه . فوالله إني وأصحابي بغزة , إذ هجم علينا فساقنا جميعا .
قوله : ( بإيلياء ) بهمزة مكسورة بعدها ياء أخيرة ساكنة ثم لام مكسورة ثم ياء أخيرة ثم ألف مهموزة , وحكى البكري فيها القصر , ويقال لها أيضا إليا بحذف الياء الأولى وسكون اللام حكاه البكري , وحكى النووي مثله لكن بتقديم الياء على اللام واستغربه , قيل : معناه بيت الله . وفي الجهاد عند المؤلف أن هرقل لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لله . زاد ابن إسحاق عن الزهري أنه كان تبسط له البسط وتوضع عليها الرياحين فيمشي عليها , ونحوه لأحمد من حديث ابن أخي الزهري عن عمه . وكان سبب ذلك ما رواه الطبري وابن عبد الحكم من طرق متعاضدة ملخصها أن كسرى أغزى جيشه بلاد هرقل , فخربوا كثيرا من بلاده , ثم استبطأ كسرى أميره فأراد قتله وتولية غيره , فاطلع أميره على ذلك فباطن هرقل واصطلح معه على كسرى وانهزم عنه بجنود فارس , فمشى هرقل إلى بيت المقدس شكرا لله تعالى على ذلك . واسم الأمير المذكور شهر براز واسم الغير الذي أراد كسرى تأميره فرحان .
قوله : ( فدعاهم في مجلسه ) أي : في حال كونه في مجلسه , وللمصنف في الجهاد " فأدخلنا عليه , فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج " .
قوله : ( وحوله ) بالنصب ; لأنه ظرف مكان .
قوله : ( عظماء ) جمع عظيم . ولابن السكن : فأدخلنا عليه وعنده بطارقته والقسيسون والرهبان والروم من ولد عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام على الصحيح , ودخل فيهم طوائف من العرب من تنوخ وبهراء وسليح وغيرهم من غسان كانوا سكانا بالشام , فلما أجلاهم المسلمون عنها دخلوا بلاد الروم فاستوطنوها فاختلطت أنسابهم .
قوله : ( ثم دعاهم ودعا ترجمانه ) وللمستملي " بالترجمان " مقتضاه أنه أمر بإحضارهم , فلما حضروا استدناهم لأنه ذكر أنه دعاهم ثم دعاهم فينزل على هذا , ولم يقع تكرار ذلك إلا في هذه الرواية . والترجمان بفتح التاء المثناة وضم الجيم ورجحه النووي في شرح مسلم , ويجوز ضم التاء إتباعا , ويجوز فتح الجيم مع فتح أوله حكاه الجوهري , ولم يصرحوا بالرابعة وهي ضم أوله وفتح الجيم , وفي رواية الأصيلي وغيره " بترجمانه " يعني أرسل إليه رسولا أحضره صحبته , والترجمان المعبر عن لغة بلغة , وهو معرب وقيل عربي .
قوله : ( فقال : أيكم أقرب نسبا ) أي : قال الترجمان على لسان هرقل .
قوله : ( بهذا الرجل ) زاد ابن السكن : الذي خرج بأرض العرب يزعم أنه نبي .
قوله : ( قلت أنا أقربهم نسبا ) في رواية ابن السكن : فقالوا هذا أقربنا به نسبا , هو ابن عمه أخي أبيه . وإنما كان أبو سفيان أقرب لأنه من بني عبد مناف , وقد أوضح ذلك المصنف في الجهاد بقوله : قال ما قرابتك منه ؟ قلت : هو ابن عمي . قال أبو سفيان : ولم يكن في الركب من بني عبد مناف غيري ا ه . وعبد مناف الأب الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم وكذا لأبي سفيان , وأطلق عليه ابن عم لأنه نزل كلا منهما منزلة جده , فعبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عم أمية بن عبد شمس بن عبد مناف , وعلى هذا ففيما أطلق في رواية ابن السكن تجوز , وإنما خص هرقل الأقرب لأنه أحرى بالاطلاع على أموره ظاهرا وباطنا أكثر من غيره ; ولأن الأبعد لا يؤمن أن يقدح في نسبه بخلاف الأقرب , وظهر ذلك في سؤاله بعد ذلك : كيف نسبه فيكم ؟ وقوله " بهذا الرجل " ضمن " أقرب " معنى " أوصل " فعداه بالباء , ووقع في رواية مسلم " من هذا الرجل " وهو على الأصل . وقوله " الذي يزعم " في رواية ابن إسحاق عن الزهري " يدعي " . وزعم : قال الجوهري بمعنى قال , وحكاه أيضا ثعلب وجماعة كما سيأتي في قصة ضمام في كتاب العلم . قلت : وهو كثير ويأتي موضع الشك غالبا .
قوله : ( فاجعلوهم عند ظهره ) أي : لئلا يستحيوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب , وقد صرح بذلك الواقدي . وقوله " إن كذبني " بتخفيف الذال أي : إن نقل إلي الكذب . قوله : ( قال ) أي : أبو سفيان . وسقط لفظ قال من رواية كريمة وأبي الوقت فأشكل ظاهره , وبإثباتها يزول الإشكال .
قوله : ( فوالله لولا الحياء من أن يأثروا ) أي : ينقلوا علي الكذب لكذبت عليه . وللأصيلي عنه أي : عن الإخبار بحاله . وفيه دليل على أنهم كانوا يستقبحون الكذب إما بالأخذ عن الشرع السابق , أو بالعرف . وفي قوله يأثروا دون قوله يكذبوا دليل على أنه كان واثقا منهم بعدم التكذيب أن لو كذب لاشتراكهم معه في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم , لكنه ترك ذلك استحياء وأنفة من أن يتحدثوا بذلك بعد أن يرجعوا فيصير عند سامعي ذلك كذابا . وفي رواية ابن إسحاق التصريح بذلك ولفظه " فوالله لو قد كذبت ما ردوا علي " ولكني كنت امرأ سيدا أتكرم عن الكذب , وعلمت أن أيسر ما في ذلك إن أنا كذبته أن يحفظوا ذلك عني ثم يتحدثوا به , فلم أكذبه . وزاد ابن إسحاق في روايته : قال أبو سفيان : فوالله ما رأيت من رجل قط كان أدهى من ذلك الأقلف , يعني هرقل .
قوله : ( كان أول ) هو بالنصب على الخبر , وبه جاءت الرواية , ويجوز رفعه على الإسمية .
قوله : ( كيف نسبه فيكم ؟ ) أي : ما حال نسبه فيكم , أهو من أشرافكم أم لا ؟ فقال : هو فينا ذو نسب . فالتنوين فيه للتعظيم , وأشكل هذا على بعض الشارحين , وهذا وجهه .
قوله : ( فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله ؟ ) وللكشميهني والأصيلي بدل قبله " مثله " فقوله : منكم أي : من قومكم يعني قريشا أو العرب . ويستفاد منه أن الشافعي يعم ; لأنه لم يرد المخاطبين فقط . وكذا قوله فهل قاتلتموه ؟ وقوله بماذا يأمركم ؟ واستعمل قط بغير أداة النفي وهو نادر , ومنه قول عمر " صلينا أكثر ما كنا قط وآمنه ركعتين " ويحتمل أن يقال إن النفي مضمن فيه كأنه قال : هل قال هذا القول أحد أو لم يقله أحد قط .
قوله : ( فهل كان من آبائه ملك ؟ ) ولكريمة والأصيلي وأبي الوقت بزيادة " من " الجارة , ولابن عساكر بفتح من وملك فعل ماض , والجارة أرجح لسقوطها من رواية أبي ذر , والمعنى في الثلاثة واحد .
قوله : ( فأشراف الناس اتبعوه ) فيه إسقاط همزة الاستفهام وهو قليل , وقد ثبت للمصنف في التفسير ولفظه : أيتبعه أشراف الناس ؟ والمراد بالأشراف هنا أهل النخوة والتكبر منهم , لا كل شريف , حتى لا يرد مثل أبي بكر وعمر وأمثالهما ممن أسلم قبل هذا السؤال . ووقع في رواية ابن إسحاق : تبعه منا الضعفاء والمساكين , فأما ذوو الأنساب والشرف فما تبعه منهم أحد . وهو محمول على الأكثر الأغلب .
قوله : ( سخطة ) بضم أوله وفتحه , وأخرج بهذا من ارتد مكرها , أو لا لسخط لدين الإسلام بل لرغبة في غيره كحظ نفساني , كما وقع لعبيد الله بن جحش .
قوله : ( هل كنتم تتهمونه بالكذب ؟ ) أي : على الناس وإنما عدل إلى السؤال عن التهمة عن السؤال عن نفس الكذب تقريرا لهم على صدقه ; لأن التهمة إذا انتفت انتفى سببها , ولهذا عقبه بالسؤال عن الغدر .
قوله : ( ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا ) أي : أنتقصه به , على أن التنقيص هنا أمر نسبي , وذلك أن من يقطع بعدم غدره أرفع رتبة ممن يجوز وقوع ذلك منه في الجملة , وقد كان معروفا عندهم بالاستقراء من عادته أنه لا يغدر . ولما كان الأمر مغيبا - لأنه مستقبل - أمن أبو سفيان أن ينسب في ذلك إلى الكذب , ولهذا أورده بالتردد , ومن ثم لم يعرج هرقل على هذا القدر منه . وقد صرح ابن إسحاق في روايته عن الزهري بذلك بقوله " قال فوالله ما التفت إليها مني " . ووقع في رواية أبي الأسود عن عروة مرسلا " خرج أبو سفيان إلى الشام - فذكر الحديث , إلى أن قال - فقال أبو سفيان : هو ساحر كذاب . فقال هرقل : إني لا أريد شتمه , ولكن كيف نسبه - إلى أن قال - فهل يغدر إذا عاهد ؟ قال : لا , إلا أن يغدر في هدنته هذه . فقال : وما يخاف من هذه ؟ فقال : إن قومي أمدوا حلفاءهم على حلفائه . قال : إن كنتم بدأتم فأنتم أغدر " .
قوله : ( سجال ) بكسر أوله , أي : نوب , والسجل الدلو , والحرب اسم جنس , ولهذا جعل خبره اسم جمع . وينال أي : يصيب , فكأنه شبه المحاربين بالمستقين : يستقي هذا دلوا وهذا دلوا . وأشار أبو سفيان بذلك إلى ما وقع بينهم في غزوة بدر وغزوة أحد , وقد صرح بذلك أبو سفيان يوم أحد في قوله " يوم بيوم بدر , والحرب سجال " ولم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بل نطق النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حديث أوس بن حذيفة الثقفي لما كان يحدث وفد ثقيف , أخرجه ابن ماجه وغيره . ووقع في مرسل عروة " قال أبو سفيان : غلبنا مرة يوم بدر وأنا غائب , ثم غزوتهم في بيوتهم ببقر البطون وجدع الآذان " وأشار بذلك إلى يوم أحد . قوله : ( بماذا يأمركم ) ؟ يدل على أن الرسول من شأنه أن يأمر قومه .
قوله : ( يقول اعبدوا الله وحده ) فيه أن للأمر صيغة معروفة ; لأنه أتى بقوله " اعبدوا الله " في جواب ما يأمركم , وهو من أحسن الأدلة في هذه المسألة ; لأن أبا سفيان من أهل اللسان , وكذلك الراوي عنه ابن عباس , بل هو من أفصحهم وقد رواه عنه مقرا له .
قوله : ( ولا تشركوا به شيئا ) سقط من رواية المستملي الواو فيكون تأكيدا لقوله وحده .
قوله : ( واتركوا ما يقول آباؤكم ) هي كلمة جامعة لترك ما كانوا عليه في الجاهلية , وإنما ذكر الآباء تنبيها على عذرهم في مخالفتهم له ; لأن الآباء قدوة عند الفريقين , أي عبدة الأوثان والنصارى .
قوله : ( ويأمرنا بالصلاة والصدق ) وللمصنف في رواية " الصدقة " بدل الصدق , ورجحها شيخنا شيخ الإسلام , ويقويها رواية المؤلف في التفسير " الزكاة " واقتران الصلاة بالزكاة معتاد في الشرع , ويرجحها أيضا ما تقدم من أنهم كانوا يستقبحون الكذب فذكر ما لم يألفوه أولى . قلت : وفي الجملة ليس الأمر بذلك ممتنعا كما في أمرهم بوفاء العهد وأداء الأمانة , وقد كانا من مألوف عقلائهم , وقد ثبتا عند المؤلف في الجهاد من رواية أبي ذر عن شيخه الكشميهني والسرخسي , قال " بالصلاة والصدق والصدقة " وفي قوله : يأمرنا بعد قوله يقول اعبدوا الله إشارة إلى أن المغايرة بين الأمرين لما يترتب على مخالفهما , إذ مخالف الأول كافر , والثاني ممن قبل الأول عاص .
قوله : ( فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ) الظاهر أن إخبار هرقل بذلك بالجزم كان عن العلم المقرر عنده في الكتب السالفة .
قوله : ( لقلت رجل تأسى بقول ) كذا للكشميهني , ولغيره " يتأسى " بتقديم الياء المثناة من تحت , وإنما لم يقل هرقل " فقلت " إلا في هذا وفي قوله " هل كان من آبائه من ملك " لأن هذين المقامين مقام فكر ونظر , بخلاف غيرهما من الأسئلة فإنها مقام نقل |
| |
|